rahmouni rachid caricaturiste tunisia

rahmouni rachid caricaturiste tunisia

Article sans titre

 

في فن الكاريكاتور

 
 

محمد وسام الدين، رسام

“الفن ابن الدين” علي عزت بيجوفيتش

“آن لأهل الفن أن يتدينوا و آن لأهل الدين أن يتفننوا” محمد الغزالي

كاريكاري كلمة ايطالية تعني المبالغة.من هذه الكلمة ولدت كلمة كاريكاتور وهو فن قائم الذات له

تقنياته و أساليبه الخاصة التي تميزه عن بقية الفنون :

أول من استعمل كلمة كاريكاري هو الرسام الايطالي موسيني سنة 1646.. و رغم أن هذا الفن له أصول تاريخية تعود إلى العصور القديمة في مصر الفرعونية و العراق الآشورية و اليونان.. إلا أن رواجه بدأ مع دخول أوروبا في العصر الحديث، عندما انتشرت الثورات العلمية والصناعية و السياسية وتطورت تقنيات الطباعة والنشر والصحافة.. ثم بعد ذلك مع ظهور الإعلامية والانترنت والمجلات والصحف الالكترونية و المواقع الاجتماعية مثل الفيسبوك .. صار من اليسير على الفنان نشر أعماله بدون كلفة مادية كبيرة و برقابة تكاد تكون منعدمة.

و يرجع سر نجاح فن الكاريكاتور إلى اعتماده على الإشارة السريعة التي لا تستهلك وقت القارئ و لا تشتت تفكيره, لأن المشهد الكاريكاتوري يعتمد خاصة على اللقطة الوحيدة والموقف الواحد والفكرة المفردة. فهو فن تسهل قراءته, فهمه يسير على الناس ورسائله عادة ما تصل بسهولة إلى الجمهور.

في هذا الفن هناك عدة مدارس :منها ما يعتمد فقط على الصورة من دون حاجة للتعليق اللغوي, منها ما يستعمل الصور مصحوبة بنص لغوي, منها ما يرسم شخصيات مشهورة بعينها و يخرجها في مظهر طريف. منها من يختر شخصية نموذجية يجعلها بطلة لرسوماته , منها ما يستعمل الألوان ومنها ما يستعمل الأبيض والأسود.

رسالة الكاريكاتور عادة ما تكون في شكل نقد موجه لقضية محددة كسلوك اجتماعي أو موقف سياسي أو شخصية. رسالة الكاريكاتورعادة ما تكون في شكل نقد موجه لقضية محددة كسلوك اجتماعي أو موقف سياسي أو شخصية عمومية… و ذلك عن طريق السخرية التي لا تؤدي بالضرورة إلى الإضحاك، و ليست السخرية هي الأسلوب الوحيد المستعمل بل هناك أسلوب الحكمة أو أسلوب.

الخطابة.. و كهناك ذلك أسلوب الاعتماد على المفارقات والتناقضات الموجودة في الواقع و المواقف الخيالية…فالمشهد الكاريكاتوري إذا مشهد ثري و متنوع يعكس تنوع ثقافات الفنانين و انتماءاتهم الحضارية

الكاريكاتور العربي :

فن المبالغة و السخرية عند العرب نجده متوفرا أكثر في الأدب المكتوب نظرا لقلة فن التصوير عند المسلمين.. ففي شعر الهجاء مثلا لنا قصائد كثيرة تحتوي صورا شعرية يمكن وصفها  بالكاريكاتورية، نذكر على سبيل المثال هذا الأبيات لابن الرومي:

وجهك يا عمرو فيه طول

وفي وجوه الكلاب طول

مقابح الكلب فيـك طـراً

يزول عنها ولا تـزول

وفيه اشيـاء صالحـات

حماكهـا الله والرسـول

فالكلب وافٍ وفيك غـدرٌ

ففيك عن قـدره سفـول

وقد يحامي عن المواشي

وما تحامي وما تصـول

وانت من بين اهل سـوء

قصتهـم قصـة تطـول

وجوههم للورى عظـاتٍ

لكـن اقفاءهـم طبـول

مستفعلن فاعـل فعـول

مستفعلن فاعـل فعـول

بيت كمعناك ليـس فيـه

معنى سوى انه فضول

ونجد السخرية كذلك في المقامات , في ألف ليلة وليلة و في نوادر العرب مع شخصيات مثل جحا و أبو دلامة. أما فن التصوير الكاريكاتوري فقد بدأ تقريبا مع بداية القرن العشرين مع انتشار الصحف والجرائد والمجلات وتأثرا بما يجري في الغرب. ثم ازداد هذا الفن انتشارا في النصف الثاني من القرن  العشرين عندما ظهرت شخصيات شهيرة  و مميزة مثل ناجي العلي (فلسطين)، علي فرزات (سوريا)، حسن حاكم (مصر) وعماد حجاج ( الاردن)..فصار لهذا الفن خصوصيته العربية و تأقلم مع حاجيات الناس وتطلعاتهم في العالم العربي.. وقد لعب هذا الفن أدوارا مهمة في نقد الأوضاع القائمة والتحريض على الثورة ومحاربة الظلم و الديكتاتورية.. فمنذ أيام قليلة تعرض رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات المناوئ لدكتاتور سوريا بشار الأسد إلى التعنيف من طرف ما يسمى بشبيحة النظام.. وقد اغتيل الشهيد ناجي العلي لاستماتته في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

الكاريكاتور في تونس:

نستطيع ان نقول ان لفن الكاريكاتور في تونس أصولا تعود إلى العهد القرطاجي نجدها في تلك الأقنعة الفخارية التي تبالغ في محاكاة تعبيرات الوجوه. لكن بداية هذا الفن كما نعرفه اليوم كانت مع بدايات القرن العشرين.. ومن اشهر الكاريكاتوريين التونسيين في النصف الأول من هذا القرن نذكر علي الغرائري، حاتم المكي وعلي الدوعاجي، الذين أسسوا للمدرسة التونسية في هذا المجال. أما بعد الاستقلال فاشتهر علي عبيد، رشيد الرحموني، لطفي ساسي و غيرهم كثير

و لكل فنان أسلوبه الخاص..

الكاريكاتور الإسلامي :

أمية جحا هي المرأة العربية الأولى التي تميزت في هذا الفن و هي فلسطينية من غزة ذات توجه إسلامي استشهد زوجها في المقاومة و هي رسامة يمكن أن تمثل المدرسة الإسلامية في الكاريكاتور نظرا لالتصاقها بقضايا المسلمين مع التزامها بأخلاق الإسلام. ومن الطريف أن نذكر هنا أن الشيخ الفلسطيني رائد صلاح قد مارس هذا الفن وكذلك المفكر المصري فهمي هويدي

فرحات وتونس ..تونس وفرحات:

بدأت الاشتغال على شخصيتي فرحات وتونس منذ سنوات عدة.. ربما في سنة 2004

توجهي للكاريكاتور هو ناتج عن اهتمام أعمّ بالفنون التشكيلية.. و يمكن القول أن اول صورة كاريكاتورية قمت بها كانت عند اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى سنة 1988 وكانت تمثل يد طفل  تحمل قطعة حجر.. أما الصورة الثانية فكانت تمثل شخصية جحا

ثم  كانت اعمال لطفي ساسي بجريدة لابراس تروق لي لكنه كان يكتب بالفرنسية وشخصيته التي يشتغل عليها مجردة من أي إحالات حضارية ..من هنا جاءتني فكرة رسم شخصية بملامح تونسية عربية اسلامية.. سميتها في أول الأمر عبدو التونسي ثم حكيم ثم اخترت اخيرا اسم فرحات تيمنا بفرحات حشاد واخترت لزوجته اسم تونس.. وقد ارسلت قبل الثورة محاولاتي لبعض الصحف لكنها لم تنشر.. و الحقيقة, كنت في قرارة نفسي مترددا في النشر.. لكن آراء أصدقاء مجلة ”كلمتي حرة“ الالكترونية شجعتني على التقدم .. وهم مشكورين على ذلك..

خاتمة

إن فن الكاريكاتور كبقية الفنون يمكن استعماله لأغراض نبيلة كما يمكن استعماله لأغراض دنيئة و هذا يعود لشخصية الرسام وتوجهاته الفكرية.. وكلنا يتذكر ما أثارته الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام..وأسلوب الكاريكاتور في التعبير قريب من أسلوب الحكمة، الذي يستلزم الاختصار في الكلمات مع وجود معنى واضح و مفيد.. و كما هو معروف فإن الإشارة أبلغ من العبارة. .نسأل الله التوفيق و السّداد

 

المراجع

جريدة الأسبوع الثقافي، عدد3 الجمعة 2 ديسمبر، مقال أنس الشابي

مجلة العربي ، عدد 840 ، صفحة 88-95.حسن حاكم وجمعة فرحات

موقع واب : بيت الكرتون

www.arabcartoon.net

 



30/09/2012
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 2 autres membres